TOUHARA FOUAD طـــوهـــارة فـــؤاد

سمات وملامح المخطوط العربي الاسلامي

 يتميز المخطوط العربي الاسلامي ببعض المميزات التي تجعله ينفرد بها كوعاء فكري سواء كانت هذه الملامح مادية في نوع و طريقة الكتابة أو في شكل المخطوط و مواد صنعه ، و ملامح فنية ذات بعد فني وجمالي من زخارف و رسومات ، و من أبرز السمات والملامح التي ينفرد بها المخطوط العربي :
أولا : الملامح المادية

1.  صفحة العنوان :

تؤكد أقدم المخطوطات ومصادر التراث العربي الاسلامي على أن العرب لم يخصصوا في أول عهدهم بصناعة المخطوطات صفحة مستقلة للعنوان كما هو الحال بالنسبة للكتب الحديثة ، إنما كانا عنوان الكتاب وإسم مؤلفه  يردان إما في مقدمة المخطوط وبالضبط في الصفحة الأولى منها أو في نهايته ، و قد لا يرد إطلاقا لا في البداية ولا في النهاية .^([1])

ومن الملاحظات التي سجلت على العنوان في حالة ذكره في مقدمة المخطوط عدم تميّزه عن النص من حيث الخط أو لون المداد ، إلاّ أنّ تطور حركة الكتابة والنسخ جعلت الوراقيين يلجأون إلى إظهار العنوان وتمييزه بلون مخالف فكتبوه في أغلب الحالات باللون الأحمر ، والملفت للنظر أنهم كانوا غالبا مايتركون قبل بداية الكتاب ورقة بيضاء خالية من الكتابة لا يعرف سبب تركها ، ربما لحمايته من الرطوبة والتلوث ، إلاّ أنّ النساخ الذين يتولون نسخ الكتب عن أصولها  صاروا يتصرفون في هذه الورقة فيضيفون  لها في كثير من الأحيان عنوان المخطوط  ومؤلفه بخط بارز وواضح ^([2])، إلاّ أن البعض منهم كان ينسخ الكتب كما هي دون أن يضيف إليها شيئا ، وبعد فترة من الزمن يأتي من يضيف العناوين بخط مخالف لخط نسخه ومتأخر عنه كما هو الحال في كثير من المخطوطات القديمة ^([3]).

2- بداية المخطوط :

يستهل المـــــؤلفـون مخطوطاتهــــم في أغلب الحالات بالبسملـــة والحمدلـــــة والصـــلاة على النبيّ الكريم ، ثم يشرعون في توطئة لموضوع الكتاب في شكل مقدمة تشتمل غالبا على العناصر التالية ^([4]) : عنوان أو إسم المخطوط ، إسم المؤلف ، أسباب تأليف الكتاب ، محتويات الكتاب ، منهج الكتاب ، المصادر التي إعتمد عليها المؤلف في تأليف كتابه.

3 - عناوين الأبواب و الفصول :

لم يكن هناك أي إختلاف بين عناوين الأبواب و الفصول و مختلف العناوين الفرعية الواردة في متن المخطوط في القرون الهجرية الأولى، إنما كانت جميعها تشكل نصا واحدا دون تمييز سواء في لون الحبر أو حجم الخط ، وغالبا ما تكتب في الوسط  بكلمة باب ،أو فصل ، ثم يسرد المؤلف مادته العلمية ^([5])، أما في القرون الموالية فقد لجأ الوراقون من فئة النساخ بشكل خاص إلى كتابة العناوين الرئيسية والفرعية في وسط السطر بحجم أكبر و بلون مغاير للون المداد الذي كتب به النص ، وكان الأحمر، البني ، الأزرق من الألوان المفضلة في كتابة العناوين ، بينما كان الذهب هو المستحب عادة في كتابة أسماء السور في المصاحف وهو ما نقف عليه في أغلب المخطوطات المتأخرة . ^([6])

4 - الهوامش :

 منذ بداية نشأة المخطوط وصناعته كان النساخ العرب يحرصون على ترك مساحات خالية من الكتابة تحيط بنص الكتاب من جهاته الأربعة ، تتناسب في حجمها مع حجم الورق المستعمل ، فكلما كان الكتاب كبيرا كانت الهوامش أكبر مما لو كان حجم الكتاب صغيرا ،  كما كان النساخ يحرصون على تساوى الهوامش وعلى أن لا تخرج السطور عن بعضها حتى لا تشوه منظر الكتاب لذلك كانوا دقيقين في أن تكون المسافات بين السطور متساوية ، ومع مرور الوقت بدأ قراء المخطوطات يدونون بعض التعليقات ، أو الإضافات ، أو التصويبات على هذه الهوامش وقد أطلق عليها إسم الحواشي^([7]) .  

ولقد أصبحت الحواشي التي كتبت على هوامش بعض المخطوطات كتبا مستقلة بذاتها بعد تحقيقها ونشرها ، نذكر منها على سبيل المثال : حاشية الدسوقي على الشرح الكبير لمحمد بن أحمد بن عرفة (ت 1230ه/ 1814 م ) ، حاشية الجرجاني على شرح المطول لسعد الدين التفتازاني (ت 792 هـــ / 1389 م).

5 - تسطير المخطوط :

لم يكن ثمة معدل ثابت لعدد السطور في صفحات المخطوطات العربية وليس هناك ما يؤكد أن العرب كانوا يسطرون الصفحات قبل أن يكتبوا فيها حتى يتحكموا في عدد السطور ويضمنوا عدم إعوجاجها ومع ذلك يمكن أن نرجح أنهم كانوا يفعلون ذلك خاصة في المصاحف ذات الأحجام الكبيرة ويغفلونه في غيرها من المخطوطات العادية ، إلاّ أنه ليس من السهل ضبط الكتابة في المساحات الكبيرة بدون ميل أو إعوجاج من غير تسطير ولأن عدد السطور في المصاحف الأولى لا يتفاوت في صفحات المصحف الواحد كما يتفاوت في المخطوطات الأخرى من صفحه إلى صفحة داخل المخطوط الواحد^([8]).

ينفرد المخطوط العربي باستقامة السطور وتساويها من  جميع الأطراف، وقد تعددت الآلية التي تتم بها عملية تحديد الأسطر في الورقة بحسب المادة المكتوبة عليها، إما عن طريق استعمال أداة خشبية أو معدنية أو خيوط ، وأيا كانت الطريقة المستخدمة في تحديد المسطرة، فإن الهدف منها هو محافظة الناسخ على قدر كبير من استقامة الأسطر في الورقة الواحدة، إضافة إلى المحافظة على قدر كاف للهوامش أو الحواشي في جميع جوانب الورقة الأربعة من المخطوطة.^([9])

لم يعتمد العرب معدلاً ثابتاً لعدد السطور في الصفحة الواحدة، بل كان عدد السطور يختلف أحياناً من في الورقة الواحدة باختلاف حجم الورقة نفسه وحجم الخط، والملاحظ أن أعداد الأسطر غالبا ما تكون فردية، ويبدو أن ذلك فيه اتباع للسنة المطهرة، وإن كان المعدل في القطع الكبيرة 20- 25 سطراً وفي القطع المتوسطة 15 - 20 سطراً وفي القطع الصغيرة 12- 15 سطراً ^([10]).

6 - علامات الترقيم :

لم يعرف العرب من علامات الترقيم لتعيين مواقع الوقف، والفصل، والابتداء، وغير ذلك، في الكلام في القرون الأولى للهجرة سوى النقطة أو مايقوم مقامها كأداة للفصل بين الجمل، ويبدو أن النساخ العرب قد إستعاروا الدائرة (التي نصادفها بأشكال مختلفة في المصاحف) من المخطوطات البهلوية ، وتتألف هذه العلامات كما هو واضح في المخطوطات من دائرة ، أو دائرة منقوطة من الداخل، أو دائرتان متجاورتان، أو دائرتان متماستان، أو دائرة يقطعها خط يخرج من داخلها إلى خارجها، أو دائرة يخرج منها خط منحنٍ يتجه يساراً ثم ينعطف ناحية اليمين مكوناً ما يشبه الميم المائلة،  ويشير الحلوجي إلى أن الدائرة أكثر استعمالاً وأسبق وجوداً في المخطوطات العربية من النقطة مستشهدا على ذلك بظهور الدائرة في مخطوطات القرون الإسلامية الأولى، ثم اختفائها وظهور النقطة بدلاً منها في المخطوطات المتأخرة ، ويرجح أن النقطة التي وجدت وسط الدائرة كانت من فعل القراء أو النساخ لتحديد المكان الذي وقفوا عنده ^([11]) ، وفي المخطوطات المتأخرة نصادف اختفاء الدائرة بجميع أشكالها وظهور النقطة للفصل بين الجمل ،  وبعض الفواصل والنقطتين ^([12]).

7 - الاختصارات :

يقصد بالاختصارات كتابة رموز مختصرة تدل على الكلمات التي يكثر تكرارها في النص المكتوب، فقد كان الكُتاب العرب يختزلون صيغ الاخبار والتحديث لتكررها في كتب الحديث والتاريخ على وجة الخصوص فيكتفون بكتابة بعض الرموز منها  ^([13]) :

أنا ، ثنا ، دثنا : بدل حدثنا

أنا ، أرنا ، أبنا : بدل أخبرنا أو أنبأنا

أهـــــــ : بدل إنتهى

و ح : بدل وحينئذ

ر ح  ، رحه : رحمه الله

خ : بدل البخاري ، ت : الترمذي ، ن : النسائي ، حب : إبن حبان ، م : مالك ، ش : الشافعي ، د : أبو داود

ولم تكن صيغة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم تختصر وإنما كان اسمه الشريف يذكر إما مقروناً بالنبوة أو الرسالة وإما متبوعاً بالصلاة والسلام عليه.

8 - التصويبات والاضافات :

كان بعض النساخ يراجعون الكتب بعد الفراغ من نسخها لتصحيح ما عساه أن يكون قد وقع فيه من سهو أو تكرار، وكانت الطريقة المثلى للتصحيح هي الضرب على الخطأ (الشطب) وكتابة الصواب فوقه أو في موقعه الحقيقي إذا توفرت المسافة لذلك ، وإذا نسي كلمة أو أكثر تضاف في مكانها بين السطور وإن تعذر ذلك تضاف في الهامش ،  أما الحك أو القشط فقد كان مكروها ولا سيما في كتب الحديث لأن فيه تهمة وجهالة فيما كان أو كتب^([14]).

9- ترقيم أوراق المخطوط :

لم تكن أوراق المخطوطات في أول عهدها تخضع لأي نوع من الترقيم  حتى نهاية القرن الخامس الهجري / الحادي عشر ميلادي ، ولكي لا يضطرب ترتيبها أو تختلط على القارئ أو المجلد فقد كانوا يكتبون الكلمة الأولى من كل ورقة في ذيل الورقة التي تسبقها تحت آخر كلمة من السطر الأخير فيها وتعرف هذه الطريقة بنظام  التعقيبة وهي: أن يثبت الناسخ في نهاية الورقة اليمني تحت أخر كلمة من السطر الأخير أول كلمة في الورقة التالية ، وغالبا ما كانت تكتب بشكل عمودي  ثم جرى ترقيم أوراق المخطوط بالورقة و ليس بالصفحة^([15]).

10- التمليكات والسماعات والإجازات والفوائد :

تميز المخطوط العربي بما كان يثبت في أوائل المخطوطات وأواخرها من تمليكات أو سماعات أو إجازات أو غيرها من صور التوثيق، فلقد درج العرب في عصورهم الأولى على أن يسجلوا أسماءهم على ما يملكون من المخطوطات ذاكرين تاريخ التمليك حيناً، ومغفلينه حيناً أخر، وكانت تلك التمليكات تتخذ مكانها عادة في الصفحة الأولى من المخطوط وإن لم يمنع ذلك مدة وجود تمليكات في أواخر بعض المخطوطات، وكان المخطوط لا يقرأ ولا يُسمع ولا يُعارض ولا يجاز للقراءة أو السماع أو النسخ إلا أثبت ذلك بأوله أو آخرة ^([16]).

11 - خاتمة المخطوط :

كانت نهاية المخطوط تتميز عادة بعبارة تفيد تمامه أو اتباعه بأجزاء أخرى مثل : تم جزء كذا من كتاب كذا ويليه الجزء كذا وأوله كذا ، أو : تم بحمد الله الانتهاء من كتاب كذا ، وبعد ذلك يأتي ذكر اسم الناسخ ومكان وتاريخ نسخه محدداً باليوم والشهر والسنة ، وتعرف هذه الخاتمة بحرد المتن ^([17]).

12- أحجام المخطوطات:

لم يكن للمخطوط العربي الإسلامي أحجاما ثابتة عند بداية نشأته على النحو المعمول به في أيامنا الحاضرة في الكتب المطبوعة بمقاييس معلومة نتيجة صناعة الورق وتوفره ،  حيث كان الكتاب المخطوط في القرون الأولى يظم أوراق مختلفة الأحجام ، ولعل السبب في ذلك أن الورق لم يكن قد أصبح بعد في متناول الوراقين لقلته وإرتفاع أسعاره ، لكن مع بداية القرن الرابع الهجري / العاشر ميلادي بدأت تظهر محاولات جادة لتحديد أحجام المخطوطات  ، حيث نستطيع أن نسجل وجود حجمان للمخطوطات العربية في القرون الهجرية الأولى  بعضها بمقاس 25 ×18 سم ، وبعضها الآخر تقارب 18×12سم ، ثم أضيفت لها أحجاما مختلفة تتفاوت صغرا وكبرا  وإن ظل الحجم الأول هو الحجم النموذجيإلى حد كبير^([18]).

أنواع المخطوطات وأماكن وجودها

- أنواع المخطوطات  صنفت المخطوطات العربية الإسلامية بهدف تسهيل دراستها وتحقيقها وتمييزها عن بعضها البعض حسب معايير عدة نذكر منها :

• الجهة أو الهيئة التي كتب اليها المخطوط أو أوصت به .

•  الشخص الناسخ للمخطوط من حيث كونه مؤلفا أو ناسخا متخصصا بالمهنة.

• الجهة التي تولت التدقيق أو التصحيح للمخطوط .

• كمال صفحات المخطوط من عدمه.

•  معيار توفر النسخ من المخطوط وندرتها.

•  الأصل في المخطوط  أو تصويره بالتقنيات المختلفة

• المكان الذي يحفظ فيه المخطوط

وعليه يمكن تمييز أنواع مختلفة  من المخطوطات في :     

1.  المخطوط الخزائني  : وهو المخطوط الذي كتب برسم خزانة أمير أو سلطان، أو لأحد الوجهاء المتنفذين المهتمين بتملّك الكتب،  ويتميز هذا المخطوط عادة ، بزخرفة الخط وجماليته ، ونوعية جيدة من حيث التسفير أو التجليد ، وقد يكون مصحفا مذهبا أو كتابا مرصّعا يكتبه خطاطا ماهرا وغالباً ما يكون في واجهة المكتبة أو الخزانة ، وهو من نوادر المخطوطات ، ولا تكاد تخلو خزانة من الخزانات العالمية من هذا النوع من المخطوطات^([1]).

2. المخطوط الأصلي ( الأم ) : وهو النسخة الأصلية التي كتبها المصنف أو المؤلف بنفسه  وتسمى أيضا النسخة الأم ، وضمن هذا المفهوم، يمكن أن تدخل النسخة التي صححها المؤلف أو قرأت عليه وعادة يثبت المؤلف ذلك بنفسه في ذيل المخطوط أو صفحته الأخيرة مبينا تأريخه وختمه عليه، فيما يختم الناسخ صفحته الأخيرة أيضا بإثبات نسخه وتأريخ الفراغ منه ^([2]).

3. المخطوط المبهم : ويمكن أن نسميه كذلك المبتور أو المعيب لأنه يرتفع بنسبته إلى المخطوط الأم، و صحته غير موثوق بها و فيه عيوب كثيرة كأن تكون أوراقـــه قد تفككت وتفرقت ، أو تنقصه الورقة الأولى التي تحتوي على اسم المؤلف وعنوان الكتاب ، أو فيه تقديم و تـــأخير أو تكرار ، أو يكون .... و سبل تصحيحه أن تحلل جميع حروفـــــه بالمقابلة مع المخطـــوطات الأكثر دقـــة وكمالا ^([3]).

4. المخطوط الدعي :   هو ذلك المخطوط الذي لم يقابل على أصل من الأصول ، ولم يكن في حوزة عالم معروف أو لم يرتبط سنده بشيخ من الشيوخ ، أو لم ينسخه ناسخ معروف ، ولا يحتوي على تقييدات تتعلق بالتملك ، البيع ، الوقف ، القراءة ، الإجازة ...إلخ ^([4]).

5. المخطوط النادر:وهو الذي لا توجد منه إلا بعض النسخ القليلة، المتفرقة في مواقع متباينة ، وندرته قد تكمن في موضوعـه ، كأن يكون كتابا غميسا لـــم يعرف من قبل ، وفي مادتـــه ووعائه ، كــأن يكون مكتوبا على الرق مثلا أو على مادة البردي أو اللخاف أو الحري  ^([5]).

6. المخطوط المصوّر: عبارة عن نسخة مصوّرة بواسطة ألة التصوير "الميكروفيلم" أو تكون مستنسخة على الورق، أو سواها من أدوات التصوير الفني، وقد دخلت في هذا المضمار التقنيات الواسعة التي وفرتها وسائل النقل المعلوماتي للبيانات، فضلا عن التخزين الالكتروني على الأقراص المدمجة والمتكاملة, والتقنيات المبرمجة التي توفر إمكانية تصفح المخطوط, على عارضة الحاسبة, ودراسة صفحاته من جميع الزوايا, وهي أحيانا تسهّل العمل, مع توفر النسخة الأصل, كونها توفر امكانية دقيقة في القراءة, والكشف عن التفاصيل المتناهية الصغر, أو غير المرئية بشكل جيد^([6]).

7. المخطوط المرحلي :  وهو الذي يؤلف على مراحل ، فيؤلف أول مرة وينشر بين الناس ثم يضيف المؤلف إضافة تزيد على ما في المرحلة السابقة مثل: كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان و كتاب أنصاف الأعزة في تاريخ غزة لمعان الطباع^([7]).

8. المخطوط على شكل مجاميع :  توجد مخطوطات كثيرة تعرف باسم المجموع أو المجاميع، وهي عبارة عن مجلد يحتوي على عدد من المؤلفات الخطية أو الأجزاء الصغيرة أو الرسائل ، جمع بعضها إلى بعض في كتاب واحد ، وقد تكون هذه المؤلفات أو الأجزاء لمؤلف واحد أو لمجموعة مؤلفين ، إلاّ أن المخطوط عادة مايحمل عنوان الجزء الأول ويهمل بقية الأجزاء الأخرى  ، مما قد يضلل القارئ والمفهرس وطالب العلم مالم ينتبه لمحتويات الكتاب ^([8]).

9. المخطوط المنسوب : المتولد من المخطوط الأم و المقابل عليه ويتم التعامل معه بنفس الدرجة من الصحة ^([9]).

-  أماكن تواجد المخطوطات

تزخر المكتبات العالمية والاسلامية بشكل خاص بتراث علمي نفيس من المخطوطات العربية في مختلف اصناف العلوم والفنون ، بلغ عددها تبعا لتقدير العلماء المختصين نحو ثلاثة ملايين مخطوط موزعة بين المكتبات الرسمية والخاصة في المساجد والزوايا والدور^([10]) ، وقد جمعت  بطرق مختلفة ثم صنفت أغلبها في فهارس وصفية دقيقة لدراستها وتحقيقها وإخراجها للباحثين والقراء بشكل سليم.

أولا : دول المغرب العربي

1-  الجزائر: تحتفظ الجزائر بكنوز نادرة من مخطوطات عربية ذات قيمة علمية وفنية كبيرة يعود تاريخها الى آلاف السنين في العديد من المكتبات الرسمية والخاصة  نذكر منها :  

• المكتبات الرسمية :

• المكتبة الوطنية الجزائرية :تعد المكتبة الوطنية المؤسسة المكتبية الأولى في الجزائر التي تعنى بقضايا الكتاب المخطوط والمطبوع ، أنشئت بمرسوم صدر في 5 نوفمبر 1835، تظم حوالي3853 مخطوط في شتى فنون المعرفة حسب آخر إقتناء قامت به المكتبة سنة 2006 ^([11]).

ويعد فهرس فانيان الذي أنجز سنة 1893 وأعيد طبعه سنة 1995 من أهم الفهارس التي  تحتفظ به المكتبة ، حيث يستعمله الباحثون في الحصول على المخطوطات التي يريدون الاطلاع عليها، هذا إلى جانب فهارس أخرى مثل فهرس مخطوطات المكتبة الوطنية من اعداد عبد الغني أحمد بيوض ، والسجل العام لمخطوطات المكتبة الوطنية (تكملة لفهرس بيوض ) من إعداد محمود بوعياد مدير المكتبة الوطنية سابقا ، وسجل مخطوطات الأمير عبد القادر وحسن بن رحال من إعداد محمود بوعياد  ^([12]).

ب- مكتبة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة : بلغ عدد المخطوطات فيهـــــا 150 مخطــــوط  قســــم من هذه المخطوطات كـــــان في مكتبـــــات خاصة، و لما أنشئت الجامعــــــة قدم هدية لمكتبتها ، و هي مــــــوزعة بحسب مصادر جمعـــــها على النحو الآتي  :
- مكتبة الشيخ خير الدين نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين تظم  16 مخطوطا.
- مكتبة الشيخ صالح بن العابد وتحتوي على 47 مخطوطا.
- مكتبة الشيخ ابن الموهوب محمد المولود وتظم 06 مخطوطات .
- مكتبة الشيخ ابن شعيب محمد الهادي وبها 36 مخطوط .

و هذه المخطوطات مفهرسة، لكن فهرستها تحتاج إلى إعادة النظر، لترتيب المخطوطات بحسب موضوعاتها ، وقد أعدت المكتبة بطاقات فنية روعي فيها المنهج التوصيفي نسبيا كذكر العنوان ، وبداية المخطوط ونهايته ، وتاريخ النسخ ، والمكان ، والعلم ، والخط ، والمداد ، والحجم ، والتجليد ، وعدد الأوراق ، والتمليكات ^([13]).

ت- المكتبة المركزية جامعة قسنطينة :

بلغ عدد مخطوطات المكتبة المركزية في جامعة بقسنطينة 48 مخطوط ، بعضها عبارة عن مجاميع لعلماء جزائريين، وأخرى لعلماء مغاربة  ، تتناول مواضيعا مختلفة في علوم الدين واللغة والأدب والمنطق والفقه، وقد أعد لهذه المخطوطات فهرس بسيط لا يلبي حاجة الباحثين ^([14]).

ث- مخطوطات نظارة الشؤون الدينية بباتنة:

أنشئت هذه المكتبة الواقعة وسط مدينة باتنة سنة 1977 بعد ادماج التعليم الأصلي في التعليم العام ، أما عدد مخطوطاتها فيزيد عن 70 مخطوطا منها 10 مجاميع ، وجميعها آلت إلى المكتبة عن طريق الإهداء ، بعضها في حالة جيدة وبعضها الآخر في حالة رديئة لتأثرها بعوامل الطبيعة والأرضة ، وهي تعالج موضوعات مختلفة من العلوم منها : الفقه ، التوحيد ، الحديث ، علم الكلام ، المنطق ، علوم العربية ، الفلك ، وحتى يتسنى للباحثين الاستفادة من هذه المخطوطات قام الأستاذ عبد الكريم عوفي رفقة السعيد بن إبراهيم في اعداد فهرس وصفي لمجموع المخطوطات المحفوظة في المكتبة وقد نشر في العدد 39 من مجلة معهد المخطوطات العربية ^([15]).

ج- مكتبة مديرية التراث بوزارة الشؤون الدينية بالعاصمة الجزائر :

بلغ عدد مخطوطات هذه المكتبة 700 مخطوط جمعت من بعض المساجد والمراكز الثقافية التابعة لعدة ولايات داخل الوطن منها مكتبة المركز الثقافي بقسنطية التي جمعت منها 170 مخطوطة ، تتناول هذه المخطوطات مواضيع مختلفة في علوم الفقه ، التفسير ، علم الكلام ، المنطق ، التاريخ ....إلخ ^([16]).

• المكتبات الخاصة  :تنتشر المكتبات الخاصة بشكل كبير في التراب الوطني خاصة في الجنوب الجزائري  في المساجد والزوايا ودور رجال الفكر والثقافة . 

• المكتبة القاسمية بزاوية الهامل (بوسعادة ):

تقع هذه الزاوية التابعة للطريقة الرحمانية في قرية الهامل قرب مدينة بوسعادة ، تأسست في القرن التاسع عشر على يد الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم الشريف الحسني سنة 1297 هـ / الذي يعتبر من أبرز علماء عصره .

تحتوي على حوالي 2000 مخطوطة جمعت عن طريق الإرث ،الشراء ، الوقف ، النسخ ، تناولت مجالات مختلفة كعلوم القرآن ، الفقه ، التصوف ، التفسير، السير والتاريخ ، علم الكلام ، النوازل ، الرحلات ، هذا إلى جانب بعض الوثائق والمراسلات لزعماء المقاومة الجزائرية  كالأمير عبد القادر، والمقراني والشيخ الحداد ، وأخرى لرموز الحركة الوطنية والثورة الجزائرية ^([17]).

 ومن أجل الاستفادة أكثر من محتويات المكتبة الخطية تم إعداد فهرس وصفي  من طرف الأستاذ محمد فؤاد الخليل القاسمي الحسني يقع في 544 صفحة يتضمن عناوين المخطوطات ومؤلفيها مرتبة حسب حروف المعجم ^([18]).

ب - مكتبة زاوية الشيخ الحسين بلدية سيدي خليفة ( ميلة ) :

تبعد هذه الزاوية 45 كلم عن مدينة قسنطينة و 23 كلم عن مدينة ميلة ، تم تأسيسها من قبل الشيخ الحسين بن محمد صالح القشي (ت 1294 هـ/ 1877 م ) الذي ينسب للأدارسة النازحين من المغرب الأقصى نحو الجزائــــــر سنة 1220 هـ / 1805 م ^([19]).

بلغ عدد المخطوطات في هذه الزاوية 500 مخطوط في علوم الشريعة و أصول الفقه والسنة و العقيدة إلى جانب علوم النحو و الصرف واللغة العربية  وكذا علم الفلك و الطب التقليدي ، بعض هذه المخطوطات في حالة جيدة والبعض الآخر في وضعية حرجة بسبب العوامل الطبيعية والبشرية ، وغياب تجهيزات الحفظ والمعالجة والصيانة العلمية من طرف القائمين على الزواية ، ونظرا لتعرض البعض من هذه المخطوطات للسرقة ، قرر شيخ الزاوية ترحيلها إلى مكتبة الدكتور أحمد عروة بجامعة الأمير عبد القادر قسنطينة يوم 05 فيفري 2011 باشراف من طرف الأستاذ رياض بن الشيخ ^([20]).

تحقيق الكتاب المخطوط

- مقدمات تحقيق المخطوط

أولا : معنى التحقيق : التحقيق في اللغة العربية مصدر للفعل (حَقَّق يحقق تحقيقا ) وأصل مادته الفعل المضعف (حقّ) جاء في "المعجم الوسيط" ^([1]): كلام مُحَقَّق : مُحْكَم الصنعة رصين ، وحقّق الشيء والأمر: أحكمه، ويقال: أحْققت الأمر إحقاقاً إذا أحكمته وصححته وكنت على يقين منه ^([2]).

 قال ابن فارس ^([3]) : حقّقت الأمر وأحققته : أي كنت على يقين منه ، وبذلك فالتحقيق في اللغة هو العلم بالشيء ومعرفة حقيقته على وجه اليقين.

أما في الاصطلاح  فقد وردت بشأنه عدة تعريفات متقاربة : عرفه عبد الله عسيلان^([4]) بأنه : " إخراج الكتاب على أسس صحيحة محكمة من التحقيق العلمي في عنوانه ، واسم مؤلفه ، ونسبته إليه ، وتحريره من التصحيف والتحريف ، والخطأ ، والنقص والزيادة  بقراءته قراءة صحيحة يكون فيها متنه أقرب ما يكون إلى الصورة التي تمت على يد مؤلفه ، أو إخراجه بصوره مطابقة لأصل المؤلف، أو الأصل الصحيح الموثوق إذا فقدت نسخة المؤلف " 

وجاء في تعريف عبدالسلام هارون ^([5])  : التحقيق هو بذل عناية خاصةٍ بالمخطوطات حتى يمكنَ التّثَبُّتُ من استيفائها لشرائطَ معينة ، والكتاب المحقق : هو الذي صح عنوانه ، واسم مؤلِّفه ، ونسبة الكتابِ إليه ، وكان متنه أقرب ما يكون إلى الصورة التي تَرَكها مؤلفُه .

وهناك من عرّف ^([6]) التحقيق بأنه :  بَذْل الجهود لقراءة دقيقة مستوفية لنص المخطوط في نسخته الوحيدة أو نسخه المتعددة لغرض استيفاء الشروط المطلوبة في تحقيق عنوان المخطوط ، واسم مؤلفه، ونسبته إليه بما يؤدي إلى إخراج نصٍّ سليم ومتكامل أقرب ما يكون إلى الصورة التي أرادها مؤلفه من خلال تَقَصِّي نسخ المخطوط ومعارضتها وتوخِّي الأمانة العلمية في العناية باختلاف الروايات، وإثبات ما صح منها، والاهتمام بذكر التعليقات الموجزة، وضبط الأعلام، وتفسير الألفاظ الغامضة، وتنظيم مادة النص وتشكيله، وما إلى ذلك من مكملات التحقيق.

ثانيا :  مؤهلات المحقق

مَنْ أراد أنْ يُحقق مخطوطاً في أي علم من العلوم أو فن من الفنون  لا بُدّ أنْ يتقيد بمؤهلات إذا إلتزم بها ملك أسباب التحقيق وإذا فقدها قصرت عنه هذه الملكة وعجز عن القيام بهذا العمل ، ومن هذه المؤهلات : 

1. الدراية بقواعد التحقيق : لا يجوز للباحث أن يتصدى لتحقيق مخطوط معين ما لم يكن على دراية بالقواعد العلمية التي تعين المحقق على تحقيق المخطوط ، حتى يضمن إنجاز تحقيق جيد لا شائبة فيه ، وكذلك يختصر الوقت والجهد على نفسه إذا ما إلتزم بتلك القواعد والأصول المعتمدة لدى المحققين^([7]).

2. التخصصً في موضوع المخطوط :يشترط في المحقق أن يكون متمكنا من العلم الذي يخوض غماره ومتخصصا فيما يريد أن يشتغل على تحقيقه من المخطوطات ، فكيف للمحقق أن يحقق كتابا في الصيدلة وهو بعيد كل البعد عن هذا العلم ، بل لا يملك منه أدنى شيء يساعده على قراءة وفهم مفرداته واخراج نص المخطوط إخراجا جيدا ^([8]).

3. التضلع في فقه اللغة العربية وعلومها :لا بد لمن يقبل على تحقيق مخطوط عربي أن يكون ضليعا في فقه اللغة العربية وعلومها، من نحو وصرف وبلاغة، وأن يكون خبيرا بالكشف عن المفردات في المعاجم وكتب اللغة، متمرسا بقضايا التصحيف والتحريف، كما يقتضي الأمر أن يكون مدركا لتطور دلالة الألفاظ ، إذ لا يمكنه فهم نص قديم فهما جيدا ومستقيما إلا إذا فسره على أساس معاني الألفاظ والقواعد النحوية التي كانت سائدة في العصر الذي كتب فيه^([9]).

4. معرفة الخطوط العربية وطرق تطورها :يجب على المحقق أن يكون على درا ية تامة بأنواع الخطوط العربية وتاريخ كل خط وطرق تطوره ، لأن علم قراءة الخطوط من العلوم الأساسية في عمليات دراسة و تحقيق النصوص وضرورة حتمية للمحقق لمعرفة تاريخ المخطوطة التي يدرسها، وفك رموز بعض الكلمات الغامضة، وأن يتقن قراءتها قراءة صحيحة تبعده عن مهاوي الخطأ و الزلل في اخراج النصوص التي هي قيد الدراسة و التحقيق ، ومن المعروف أن الخطوط العربية لها أشكال عديدة منها:  الخط المغربي والأندلسي، والحَيْري ، والأنباري ، والمكي، والمدني ، والكوفي، والبصري، والنسخي، والثلث، والرقعة، والريحاني، والديواني، والطوماري، والمغربي الحالي، وتوجد لكل من هذه الخطوط أنواع في المخطوطات العربية ، ويحتاج قراءة بعضها إلى التدريب والتعليم ^([10]).

5. التحلي بالأمانة العلمية وروح المسؤولية :يجب على المحقق أن يتحرى الأمانة العلمية ويلتزم بالمسؤولية الكاملة في المحافظة على النسخة الأصل التي تركها المؤلف ، ويعمل على تخريج النص وكتابته كتابة صحيحة فلا يعدِل فيه ، ولا يزيد ولا يُنقص من متنه شيئا  بقصد التصحيح أو التحسين ، لأن نص المخطوط أمانة بين يديه و متن الكتاب حُكم على شخصية المؤلف وعلى عصره وبيئته ^([11]).

6. الصبر و الأناة : قد يكون تحقيق كتاب مخطوط في أكثر الأحيان أشق على الأنفس من تأليف كتاب جديد، فالصبر والجلد والأناة وسعة الصدر أمور أساسية يجب أن يتحلى بها الباحث المحقق، وإلا توقف في منتصف الطريق وعجز عن استكمال ما بدأه من تحقيق^([12]).

7. الاحساس بقيمة التراث والرغبة في تحقيقه : إن الشعور بقيمة التراث العربي الاسلامي وأهميته  الحضارية والرغبة في احيائه وإخراجه إلى حيز الوجود بتحقيق كتاب مخطوط في صورة بهية وعلى أسس علمية لا يمكن أن يتحقق دون توفر الرغبة النفسية لدى المحقق مالم يدرك قيمة التحقيق وأهميته العلمية والحضارية ، مما يدفعه للعمل بجدية ونشاط دؤوب وغيرة كاملة لاستكمال عمله  ^([13]).

ثالثا :  اختيار المخطوط

1. شروط اختيار المخطوط :

رغم كثرة المخطوطات في العالم العربي الاسلامي وتنوع مواضيعها ، يحتاج المحقق إلى مراعاة بعض الشروط عند انتقائه لمخطوط معين بغرض دراسته وتحقيقه حتى لا يذهب تحقيقه أدراج الرياح ولا يجني من جهده شيئا ، ومن هذه الشروط  :

-  أن يكون المخطوط  موافقا لرغبة الباحث واختصاصه وخبا رته، وأن يكون حجمه مناسبا للمرحلة التي يقدم فيها البحث خاصة إذا كان الباحث بغرض اعداد مذكرة أو رسالة^([14]) .

- أن لا يكون قد سبق نشره أو طبعه محققا إلاّ إذا ثبت أن هذا التحقيق ردئ وتوفرت مصوغات اعادة التحقيق باعتراف المختصين ويستوجب العمل على تحقيقه من جديد ،  و يشترط على المحقق أن يتأكد من عدم وجود تحقيق لهذا المخطوط بالرجوع إلى فهارس المكتبات العامة و المراجع المتخصصة  من مجلات ونشرات تصدر عن  بعض المعاهد العلمية والتي تعني بما يحقق وينشر حديثا مثل نشرة معهد المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية ، مركز احياء التراث الاسلامي في الكويت ، وكذلك بسؤال المختصين المتضلعين بالفن الذي تتناوله المخطوطة ، فهم يتعقبون عادة الجديد الذي يطبع في مجالات تخصصهم^([15]).

-  أن يكون للمخطوط عدة  نسخ خطية عدة أو على الأقل نسختين حتى تتم  المقابلة بينهما والتصحيح وإكمال النقص وتخريج النص تخريجا سليما شرط أن تكون هذه النسخ سالمة من العيوب والأخطاء ، ومن المسلم به عدم جواز تحقيق المخطوط بالاعتماد على نسخة واحدة مع وجود نسخ أخرى ، إلا إذا كانت هذه النسخة هي الوحيدة ولا توجد مثيلاتها في خزائن المخطوطات ، أو تكون قد عورضت وقوبلت وصححت وقرأها عدد من العلماء ، وكتب عليها السماعات ، والاجازات ، وعليها خطوط العلماء ، أو أن ناسخها من أهل الضبط والتقييد ، وفي هذه الحالة فإنّ هذه النسخة خير ألف مرة من كتاب تعددت نسخه غير أنها لم تف بالمطلوب ، وهو الوصول إلى ما كتبه المؤلف ^([16]).

- أن يكون للمخطوط قيمة علمية ومعرفية  ، ومن المؤكد أن أي مخطوط لا يخلو من فائدة علمية ولكن المقصود هنا البيان العلمي الموضوعي لمواطن الفائدة من الكتاب وبيان الإضافة المستخلصة منه في بابه وتأثره بمن قبله وتأثيره فيمن جاء بعده 

1. جمع نسخ المخطوط 

بعد اختيار الباحث للمخطوط الذي تتوفر فيه الشروط العلمية لدراسته وتحقيقه ، يشرع في تنفيذ الخطوة الثانية لمعرفة نسخ الكتاب المخطوط وأماكن وجودها في مكتبات العالم وخزائنه لدراستها وتقييمها ، ويكون ذلك بواسطة :

•  فهارس المخطوطات الخاصة و العامة  :

 جرت العادة أن تقوم المكتبات أو المؤسسات التي تقتني المخطوطات باصدار فهارس إما شاملة أو مختصرة عن مقتنياتها من المخطوطات سواء كانت أصلية أو مصورة ، والفهرسة هدفها وصف الملامح المادية للمخطوط وتقديم صورة دقيقة عنه ، تتيح للمحقق أو الباحث التعــــرف على المخطــوط وتكويــن صـــورة واضحــة عنه قبل الاطلاع عليه ، وتتضمـن فهرســة

المخطوطات القواعد العامة ^([18]) المعمول بها في أغلب الخزائن والمكتبات :

- إسم المكتبة

- عنوان المخطوط      

-   رقم المخطوط

- اسم المؤلف وتاريخ وفاته

- فاتحة المخطوط

- خاتمة المخطوط

- عدد أوراق المخطوط     

- القياس : الطول × العرض 

-  متوسط عدد السطور

- نوع الخط       

- لون الحبر

- اسم الناسخ

- تاريخ النسخ

- الجلد (الحالة المادية للتجليد ، نوع الجلد ، لونه ...)

- مصدر المخطوط                                         

- الصور والرسوم والزخارف

- حالة المخطوط  : جيد ، مبتور

- مصادر عن المؤلف والكتاب

ب- المراجع البيبليوغرافية  والمعاهد المتخصصة ^([1]) : مثل

• تاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمان

• تاريخ التراث العربي لفؤاد سيزكين

• نوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا لرمضان شنشن

• قاعدة معلومات المخطوطات العربية في العالم التي أنشأها مركز الملك فيصل منذ فترة والمسماة خزانة التراث ، وغيرها من المراجع التي تسجل الكتب العربية المخطوطة وتشير إلى أماكن وجودها في المكتبات العربية والأجنبية.

• معهد المخطوطات العربية بالقاهرة .

• مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي.

3- دراسة نسخ المخطوط وترتيبها :

بعد جمع نسخ المخطوط ، يجري الباحث دراسة تقويمية لما تم جمعه ليُحَدد أفضلها ويعتبرها أصلاً، ويرتب النسخ الفرعية الباقية حسب قدمها في الزمن للمقابلة على الأصل وبيان فوارقها، على أن يأخذ في الحسبان بعض القواعد للمفاضلة بين نسخ المخطوط ^([2]) الواحد قبل ترتيبها إذا كانت كثيرة وهي :

• النسخة الكاملة أحسن بكثير من الناقصة.

• الواضحة من حيث القراءة أحسن بكثير من المبهمة.

• القديمة من حيث تاريخ النسخ أفضل من الحديثة.

• النسخة التي قوبلت بغيرها أفضل من التي لم تقابل .

• النسخة المجازة أو التي تحمل السماعات والقراءات وخطوط العلماء أحسن من التي لا تحتوي على ذلك. وتُصَنّف النسخ في نهاية الأمر وتُرَتّب حسب أهميتها وقدمها ^([3]) كالآتي :

- النسخة التي كتبها المؤلف المبيضة إذا وجدت وتعتبر في هذه الحالة أمّاً لبقية النسخ الأخرى .

- النسخة التي أملاها المؤلف على تلميذه.

- النسخة التي قرأها المؤلف بنفسه وكتب بخط يده ما يثبت قراءته لها.

- النسخة التي قُرِئَتْ على المؤلف وأثْبَتَ بخط يده سماعه لها.

- النسخة المنقولة عن نسخة المؤلف.

- النسخة المقابلة على نسخة المؤلف.

- النسخة المكتوبة في عصر المؤلف وعليها سماعات من العلماء مثبتة بخطوطهم.

- النسخة المُسْتَنْسَخَة في عصر المؤلف وليس عليها سماعات.

- النسخة المكتوبة بعد عصر المؤلف وعليها سماعات.

   - النسخة المكتوبة بعد عصر المؤلف وليس عليها سماعات.

ويُؤخذ دائماً بالأقدم عن طريق معرفة تاريخ النسخ المثبت على المخطوط فغالبا ما يختم النساخ كلامهم بعد انتهاء المخطوط بذكر تاريخ النسخ واسم الناسخ كلّ هذا يُؤخذ بالاعتبار إذا كانت النسخ مؤرخة، ولم يعارض ذلك اعتبارات أخرى تجعل بعض النسخ أولى من بعض في الثقة والاطمئنان كصحة المتن ودقّة النسخ وقلّة الإسقاط.

 

 خطوات التحقيق

أولا : ضبط عنوان المخطوط ونسبته إلى مؤلفه

1.  ضبط عنوان المخطوط :

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

---